خالد الجامعي
إن الحراك وصمود ساكنة الريف أبانت أن المخزن كـ”الكامون إلا ما تحك ما يعطي الريحة”.
والبينة على ذلك، أنه لولا ضغط ونضال هذا الحراك لما اعترف “خدامه ” بأنهم أجرموا، في حق ” برنامج الحسيمة منار المتوسط” ، الذي أعطى الملك انطلاقته سنة 2015، أي أنهم استخفوا بأوامر رئيس الدولة.
ولولا حراك الريف لما هرولوا في كل الاتجاهات لتدارك التأخيرات والانحرافات، والبحث عن سبل إخفاء الاختلاسات التي عرفها انجاز مشاريع برمجت منذ زمن طويل وأهدرت فيها أموال طائلة.
لولا الحراك لما رأينا وزير الصحة الوردي يقتني علي وجه السرعة المعدات الخاصة بتجهيز مستشفى خاصا بمرض السرطان، الأمر الذي يشكل اعترافا من جانبه بأنه كان مقصرا في القيام بواجبه وأن الحراك هو الذي أجبره على الالتفات ولو بشكل متأخر لحاجيات السكان الصحية.
إن مكرالمخزن، و قمعه، وجبروته ، أنجب جيلا جديدامن المناضلين والمناضلات ، وأفرز أبطالا أشداء لايخافون في قول كلمة الحق لوم لائم، وشعارهم هو: “الموت ولا المذلة”.
إن هذا الجيل ، مصمم على انتزاع حقوقه، وصيانة كرامته، واقتلاع الحكرة والخوف و الخنوع من وجداننا.
لقد أدخل المخزن هذا الجيل سجل البواسل ، وألقي بنفسه في مزبلة التاريخ و جعلها مأواه الاخير و بئس المصير.
إن مكر المخزن يوطد ولا يفتت.
إن جبروت المخزن يوحد و لا يشتت.
إن قمع المخزن يصلب و لا يهشم.
إن الاحتجاجات الحضارية، التي امتدت لأزيد من ثمانية أشهر في الريف الأبي أبانت عن وجود إرادة لا تقهر، وعن صمود منقطع النظير، فمن كان يتصور يوما أن الاحتجاجات ستمتد للشواطئ، وستواجه بالقمع وسط الأمواج، ومن سخرية القدر أننا كنا نناقش تعويم الدرهم فأصبحنا نناقش تعويم المخزن، وتفتقت أشكال أخرى من النضال مثل الطنطنة بالضرب على الأواني المنزلية ، في توقيت واحد مع إطفاء الأضواء ثم الصعود للأسطح، وأخيراإطلاق بالونات في الهواء تحمل أسماء المعتقلين،وتعليق لافتات ورايات سوداء على جدران المنازل، ولازالت الساكنة تفاجئنا كل يوم بأشكال حضاريةجديدة للاحتجاج.
فبقدر ما أن المخزن ممزق ومقطع الأوصال، بقدر ما ساكنة الريف متوحدة على قلب رجل واحد تتمسك بالكرامة ولا شيء غير الكرامة.
ان الكرة اليوم في ملعب المخزن، فالشعب لم يعد يثق فيه لأن دستوره لسنة 2011، الذي هلل له رغم أنه وثيقة ممنوحة، صار وثيقة ميتة بدون رائحة ولا طعم، كماأن مسلسل هيئة الإنصاف والمصالحة الذي أتخمنا بالحديث عن فضائله، أصبح سرابا، باستمرار ظاهرة الإفلات من العقاب وبعودة التعذيب كممارسة روتينية في سجونه وفي أزقته وشوارعه ضد المتظاهرين.
إن المخزن ذكرنا أن لا ركوع و لا سجود إلا في الصلاة ، و أعطي ألف مصداقية لشعار تفجره آلاف حناجر المحتجين في جميع ربوع المملكة: ” القمع لا يخيفنا والموت لايفنينا و الترهيب لا يرهبنا”.
لقد تعري وفُضحت ألاعيبه وانكشفت عورته.
إن هراواته وقمعه وهمجيته هي التي أعادت إلينا ورسخت في دواخلنا ثقافة المقاومة التي كانت سائدة إبان فترة الاستعمار.
لقد قمع المخزن الحراك في يوم عيد الفطر في بلد يتشدق فيه بكون رئيس الدولة هو أمير المؤمنين حامي الملة و الدين، كما قام بقمع الحراك بتاريخ 26 يونيو الموافق لليوم العالمي لمناهضة التعذيب، “محتفلا” بهذا اليوم على طريقته الخاصة به.
كما انه قمع مسيرة 20 يوليو التي تصادف اليوم الذي انتصر فيه محند بنعبد لكريم لخطابي في معركة أنوال المجيدة، بهذا التصرف الأخرق أحيى ذاكرة الشباب المغربي وجعله يتعرف على ثورة الخطابي، ليجعل من 20 يوليو عيدا وطنيا يحتفل فيه المغاربة بالانتصارات التي حققتها المقاومة الريفية ضد التحالف الإسباني الفرنسي المخزني، ولتضاف هذه الذكرى إلى كل الانتفاضات التي فجرها المغاربة في وجه المخزن، ابتداء من ثورة الريف في 58 مرورا بانتفاضة 23 مارس 65 و20 يونيو 81 ويناير 84 و14 دجنبر 90.. وانتفاضات إيفني وصفرو و اولاد خليفة بالغرب…
إن قمع المخزن فجر الطاقات الإبداعية في الشعر والرسم و السينما والغناء والكاريكاتور…
وفي هذا السياق يمكن قراءة القصيدة الشعرية الرائعة في الموقع التالي:uohttps://youtu.be/m94k4pzz0
لقد جعل المخزن من حراك الريفيين، حراك المغاربة أجمعين،مؤلفا بين قلوبهم، وموحدا لنضالاتهم و على كلمة سواء وجعلهم فعلا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، ”مكونا لحمة واحدة ،لا تفرقه نوائب الدهر ومصائبه” كما يقول الصحفي المضرب عن الطعام كريم الأبلق.
ان اجهاز المخزن علي الصحافة المستقلة افشي هلعه من الكلمة الحرة الهادفة , الفاضحة لمستوره اجبره علي ملاحقة الصحافيين و الزج بهم في دهاليز السجون ومطاردة الصحافة الورقية و الرقمية و السمعية البصرية .
,ان حراك الريف اجهر خناسة
ان حراك الريف اجهر خناسة و خنوع و خضوع القانون و العدالة المغربية للسلطة التنفيدية واجهزتها الامنية ,قضاء و عدالة لا منطق لهما و هاكذا نري ان في الوقت الذي يتابع فيه الصحافي حميد المهداوي بتهمة “المساهمة في تنظيم تظاهرة غير مصرح بها ووقع منعها، والدعوة للمشاركة في مظاهرة بعد منعها، وتحريض أشخاص على ارتكاب جنح بواسطة الخطب والصياح في مكان عمومي ,نري ان النيابة العامة لم تامر باعتقال قيادة الحزب الاشتراكي الموحد وقيادة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وقيادة حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وقيادة حزب النهج الديمقراطي وقيادة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ومسؤولي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومسؤولي أطاك المغرب ومسؤولي الائتلاف المغربي لحقوق الإنسان الذي يضم 22 هيئة حقوقية، وأن فتح تحقيق قضائي مع قيادات ومسؤولي هذه الأحزاب والهيئات (الأمناء العامون والرؤساء وأعضاء المكاتب السياسية والتنفيذية والمجالس الوطنية…) ومحاكمتهم! فهؤلاء جميعهم دعوا مناضلي أحزابهم وهيئاتهم والمتعاطفين معها والمواطنين إلى المشاركة في مسيرة 20 يوليوز بالحسيمة، رغم قرار وزارة الداخلية بمنعها.
لقد أفل ظلام زمن الرعية و بلجت شمس زمن المواطنين و المواطنة..
لقد ولى زمن الخوف والذل و سطع زمن الصمود و الإقدام، وأضحي جليا أن المخزن و نظامه أهون… من بيت العنكبوت !.
The post الجامعي يكتب: المخزن..نظام أهون من بيت العنكبوت appeared first on بديل.
http://ift.tt/eA8V8J الجامعي يكتب: المخزن..نظام أهون من بيت العنكبوتvia Badil.info support التسميات : #المغرب #كوميديا #يوتيوب #ناصر_الزفزافي #العياشة #المهداوي #هسبريس #شوف_Tv #تيفي #الريف #خطبة_الجمعة #الحسيمة #حراك_الريف #الحكومة #الماسونية #فقيه_الجامع #مؤدن #المسجد #وزارة_الداخلية #وزارة_الأوقاف_والشؤون_الإسلامية #البرلمان #بنكيران #الحكومة_المغربية #الصراحة_كوميك #badil_info #tvmaroc #shouftv #hespress #akhbar #alyoum24 #ramadan
0 تعليق على موضوع "الجامعي يكتب: المخزن..نظام أهون من بيت العنكبوت"
الإبتساماتإخفاء