دراسة تؤكد انخفاض الخصوبة في أوساط المغاربة بشكل كبير

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
دراسة تؤكد انخفاض الخصوبة في أوساط المغاربة بشكل كبير

(القدس العربي)

كلما تأخر الحمل الطبيعي بين الزوجين وتجاوز السنة الأولى من عمر الحياة الزوجية، تتسلل إلى البيت غمامة سوداء تحجب رؤية الأمل بينهما، وتزعج الرفقة الطيبة التي تجمعهما، وكثير من النساء يتملكهن الخوف من عدم قدرتهن على الحمل والإنجاب، ويتضاعف الخوف خصوصا إذا حملن مرة وحصل الإجهاض. تتزايد الضغوط النفسية وتتفاقم المشاكل التي غالبا ما تحمل الزوجة وحدها مسؤولية عدم الإنجاب، حيث يتدخل الأسر والأقارب على خط الزوجين لتعميق الضغط النفسي عليهما، فمن سؤال «متى نفرح بمولودكما؟» إلى سؤال ثان يدعو الزوجة بشكل خاص إلى زيارة طبيب مختص للكشف والتأكد من الأسباب التي أخرت الحمل، إلى دعوتها أحيانا إلى الشروع في استعمال بعض الأعشاب. وكلما تأخر الحمل أو أجهضت الزوجة مرة أخرى كلما كبرت الضغوط التي تصل أحيانا إلى حد مطالبة الزوج بتطليق رفيقة العمر.

حالات وحكايات

لم تيأس حليمة من حصول حمل يملأ دنياها ويؤنسها في غياب الزوج، هي في منتصف الثلاثينيات من عمرها، ما زالت تنتظر اكتمال فرحتها وفرحة زوجها الذي يتقاسم معها الأمل خصوصا وأنهما ذاقا طعم وحلاوة ذلك في شهورهما الأولى بعد الزواج. تقول حليمة «لقد حدث حمل في أول عام بعد زواجنا، لكن لم تكتمل فرحتنا بعد سقوط الجنين (إجهاض) ومنذ ذلك ونحن نتابع العلاج عند دكتور مختص، وأملنا في الله كبير».

وإذا كانت حليمة متفائلة نظرا لوجود مؤشرات عديدة على ذلك من بينها حدوث حمل خلال العام الأول، فإن حالة مريم وأنور تختلف عنها. يقول أنور «تزوجنا منذ ثلاث سنوات، لم ننتبه في البداية إلى الأمر واعتبرنا ذلك مشيئة الله. لكن، بعد مرور العام الأول، بدأت أسرنا تسأل وتستفسر وأحيانا يكون الأمر مستفزا لشعورنا وغير مراع لأحاسيس الزوجة. قررنا ان نتوجه إلى طبيب مختص، فقام هذا الأخير بالتشخيص الكامل، وقدم لنا الإرشادات الكافية بعدما لم يكتشف أي عيب في الطرفين» ويضيف «ها نحن نتابع العلاج عبر تناول أدوية، وإن أراد ربنا لنا أبناء فحتما سيحدث الحمل».

حكاية زينب وزوجها احمد، تختلف عن باقي الحكايات، لأنهما تعرضا لعواصف كادت أن تعصف ببيت الزوجية لولا رابطة الحب القوية التي جمعتهما. العلاج الطبي وعشر سنوات من الانتظار، مشحونة بطاقة صبر وأمل كبير ورضا بقسمتهما في الحياة، مسار رحلة ممتعة، وهما يحكيان تفاصيل مخاضاتها وظلم ذوي القربى. تقول زينب وهي تضحك «لم اصدق الخبر في ذاك اليوم وأنا في عيادة الطبيب، مبروك سيدة زينب أنت حامل، فرحة لا أستطيع وصفها بل لم أستطع تصديقها». تقول مريم «11سنة من الانتظار والصبر والضغوطات النفسية الكبيرة التي تعرضنا لها خصوصا زوجي بعد ما طالبته حماتي تطليقي وهو الطلب الذي سيعكر صفوة حياتنا بعدما أصبحت لازمة ترددها صباحا مساء انتهت بخروجنا من منزلها والانتقال إلى مدينة أخرى هربا من ضغطها بعدما تفجرت مشاكل وخصومات بين أسرتي وأسرة زوجي». لقد تحقق حملي في سن38 من عمري. «ربي كبير» يقاطعها زوجها انور وابنته أمل على ركبتيه، صدق أو لا تصدق صديقي كانت الرحلة متعبة خصوصا «ضغط البشر والمقربين ضغط رهيب لكن الأمل في الله. عشنا ضغطا أخر ونحن نتابع حمل زينب، ولم نخبر أحدا حتى بلغ الحمل سبعة أشهر، كانت لحظات عصيبة عشناها على أعصابنا، فرح ممزوج بالخوف من ان تفشل المحاولة، اكتملت تسعة أشهر مرت كأنها تسعة أعوام أخرى إضافة إلى إحدى عشرة سنة التي قضيناها في انتظار صرخة أمل، صرخة أنعشت الروح وأخرست الألسن التي لم تتركنا نعيش بسلام وأمان.

انخفاض مستويات الخصوبة

وسجلت دراسة حديثة في المغرب انخفاضا كبيرا في نسب الخصوبة وسط الأسر المغربية، إذ بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون اليوم مليونا ونصف شخص أي حوالي 800 ألف أسرة مغربية ما زالت تحلم بالأمومة والأبوة في انتظار اكتمال دورة القمر وحصول الحمل المنتظر.

وترجع أسباب انخفاض مستويات الخصوبة في المجتمع المغربي إلى عوامل عديدة أبرزها أن انتشار وسائل منع الحمل عرف ارتفاعا مهما جدا على مر السنين، بعدما كانت حوالي 6 في المئة من النساء في سن الإنجاب يستعملن وسيلة لمنع الحمل سنة 1960 انتقل هذا المعدل إلى 19 في المئة سنة 1979، ثم 63 في المئة سنة 2004 و 67،4 في المئة سنة 2011. ويقدر انتشار وسائل منع الحمل ب65،5 في المئة في الوسط القروي، و68،9 في المئة في الوسط الحضري. ونسبة انتشار وسائل منع الحمل تظل منخفضة جدا (11 في المئة) عند النساء اللائي لا يتوفرن على أطفال. وترتفع هذه النسبة بشكل قوي مع التوفر على أطفال لتصل إلى 70،1 في المئة عند اللائي يتوفرن على طفل أو طفلين، وحوالي 79،3 في المئة عند اللائي يتوفرن على ثلاثة إلى أربعة أطفال.
ومن بين العوامل التي أشار إليها تقرير مندوبية الإحصاء بمناسبة اليوم العالمي للسكان تأخر سن الزواج الأول لدى النساء الذي انتقل من أقل من 20 سنة خلال الستينات إلى أكثر من 25،7 سنة خلال 2014.

تقنيات للتلقيح والإخصاب

وصادقت الحكومة المغربية يوم 27 تموز/يوليو الماضي على مشروع قانون المساعدة الطبية على الإنجاب الذي تتوخى منه المساهمة في التخفيف من معاناة الأسر مع تزايد وارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون (مليون ونصف) من مشكلة الخصوبة والعقم بالمصادقة على قانون المساعدة الطبية على الإنجاب، والتي يعرفها المشروع بتقنية سريرية أو بيولوجية تمكن من الإخصاب الأنبوبي، أو حفظ الأمشاج واللواقح أو التلقيح المنوي أو نقل اللواقح، وكذا كل تقنية أخرى تمكن من الإنجاب خارج السياق الطبيعي.

وربط مشروع المساعدة الطبية على الإنجاب بالعجز أو الضعف في الخصوبة والتي لا تحقق الحمل بعد مرور اثني عشر شهرا من المحاولات المنتظمة للإنجاب بطريقة طبيعية، كما أنه لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن يتعلق الأمر بالعقم الناتج عن عدم قدرة أحد الزوجين على الإنجاب إطلاقا.

ولأول مرة، نصّ قانون المساعدة الطبية على الإنجاب على تأجير الأرحام، الذي عرّفه بأنه «استقبال امرأة داخل رحمها للقيحة ناتجة عن الإخصاب الأنبوبي لأمشاج متأتية من زوجين، واستكمال الحمل إلى نهايته قصد تسليمهما الطفل بعد الولادة بصفتهما والديه الطبيعيين».

وحسب بعض التقارير الإعلامية، فإن عملية تأجير الأرحام في المغرب منتشرة بطريقة غير قانونية، حيث كشفت بعض التحقيقات وجود ما يفوق 600 مغربية تؤجر رحمها سنوياً، في ظل غياب الرقابة على المستشفيات الخصوصية، وتستّر الأطباء على مثل هذا النوع من العمليات. كما ان بعض المغربيات يفضلن التوجه لإمارة لوكسمبورغ للقيام بمثل هذه العمليات مقابل مبلغ مادي يصل إلى 15 ألف دولار، لتنتقل مؤخرا إلى مدن في شمال المغرب.

ويأتي مشروع القانون الجديد ليسد الفراغ القانوني الذي تعرفه المساعدات الطبية على الإنجاب في المغرب، حيث أكدت الحكومة أن هدفها هو وضع إطار يستجيب للتساؤلات الأخلاقية والقانونية والدينية، التي يطرحها التقدم المتلاحق للعلوم الطبية والتقنيات البيوطبية.

ومن أجل تفادي تجارب للاستنساخ البشري، وانتقاء النسل والتبرع بالأمشاج أو بيعها، وكذا منع الحمل لفائدة الغير، حصر القانون اللجوء إلى المساعدة الطبية على الإنجاب فقط لفائدة امرأة ورجل متزوجين، وعلى قيد الحياة، وبواسطة أمشاج متأتية منهما فقط، مشترطا الحصول على الموافقة الكتابية للزوجين ومؤكدا على ضرورة إخضاع المؤسسات الصحية والمراكز الخاصة والمهنيين المعنيين لإجبارية الحصول على اعتماد لممارسة تقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب.

مشكلة نفقات العلاج

ومن بين أبرز الصعوبات التي تواجهها الأسر المغربية بخصوص اللجوء إلى المساعدة الطبية، إشكالية تغطية مختلف نفقات العلاجات (التغطية الصحية) التي ما زالت تراوح مكانها في علاقتها بمؤسسات التأمين التي لا تغطي تقريبا تكاليف المساعدة الطبية على الإنجاب، بالإضافة إلى ذلك أن التغطية الجغرافية والصحية تبقى غير كافية لمواجهة مشاكل العقم.

وتطالب الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة، بضرورة ضمان حقوق الزوجين في التغطية الصحية عن تكاليف العلاج الخاصة بضعف الخصوبة وعلاج العقم وتمكينهم من الولوج إلى علاجات ذات جودة عالية.

وتشير الجمعية المختصة في هذا المجال أن نفقات العلاج قد تتراوح ما بين 30 ألف إلى 45 ألف درهم درهم (ما بين 3000 و4500 دولار) ككلفة إجمالية، مع اختلاف الحالات «ما يضطر معها الزوجين في الكثير من الأحيان إلى اللجوء إلى القروض، أو بيع بعض الممتلكات الخاصة».

وتؤكد الإحصاءات أن معالجة العقم عند المرأة قبل سن الثلاثين أجدى وأنفع بمقدار الضعف أو أكثر. أما بعد هذه السن فتصبح مهمة صعبة ولا تحقق الفائدة المرجوة منها إلا في واحدة من كل ثلاث حالات وهي تختلف تماما عنها فيما قبل هذه السن. وأفضل سنوات العمر للإخصاب هي أواسط العشرينيات. أما بالنسبة للرجل فإن الخصوبة تتدنى لديه تدريجيا مع تقــدمه بالعمر، وتهبط بسرعة بعد بلوغه سن الأربعين.

ويعتبر العقم عند الرجل عدم القدرة على التلقيح، ولاعلاقة له بالقدرة الجنسية وتلبية الرغبات الطبيعية، وهو الاعتقاد الخاطئ لدى البعض الذي يربط الجنس أوتوماتيكيا بالإخصاب، وتشير العديد من الدراسات ان الرجل يكون أحيانا مسؤولا عن عدم التلقيح والإخصاب بنسبة تتراوح بين 30 ٪ و40٪ من حالات العقم الزوجية. أما العوامل المشتركة بين الزوجين فتصل إلى نسبة 30٪ من الحالات.

وحسب أحد الأطباء المختصين في طب التوليد، وانطلاقا من اختباراته الشخصية وملاحظاته اليومية فإن هذه النتائج تؤكد ان الرجل يتقاسم مع المرأة مسؤولية العقم وضعف الخصوبة بنسبة لا تقل 35٪ من جميع الحالات التي أشرف عليها بمعدل نصف حالة العقم في الحياة الزوجية.

وتفيد الجمعية الأمريكية لدراسة قضايا النسل ومواصفات السائل المنوي الجيد لدى رجل طبيعي سليم وقادر على الإخصاب كما يلي: حجم السائل المنوي، من 3 إلى 4 سنتمترات مكعبة، والحجم الوسطي هو 3.5 سم3 . حموضة السائل المنوي (PH) مالحة تتراوح بين 7 و 7.5. لزوجة السائل المنوي: يكون المني عادة لزجا بعد القذف، ولكن سرعان ما يصبح سائلا خلال عشرين دقيقة من الحصول عليه. لون السائل المنوي: أبيض مائل إلى الاخضرار. عدد الحيوانات المنوية: يجب أن يتراوح بين 60 و100 مليون في كل سنتمتر مكعب، أي ما يوازي حوالي 280 مليون خلية حية في الدفق الواحد. حركة الحيوانات المنوية ومدة بقائها حية: يجب أن يبقى 60 ٪ وما فوق من الحيوانات المنوية متحركا لمدة ساعتين، و35 ٪ لمدة ست ساعات من حين الحصول على المني. عدد الخلايا المنوية الفاسدة: يجب ان لا يتعدى 30 ٪ من العدد الإجمالي. عدد الخلايا المنوية الجيدة: يجب أن يكون أكثر من 70 ٪ من الحيوانات المنوية ذا شكل طبيعي وعادي وفعال.

The post دراسة تؤكد انخفاض الخصوبة في أوساط المغاربة بشكل كبير appeared first on بديل.

http://ift.tt/eA8V8J دراسة تؤكد انخفاض الخصوبة في أوساط المغاربة بشكل كبير
via Badil.info support التسميات : #المغرب #كوميديا #يوتيوب #ناصر_الزفزافي #العياشة #المهداوي #هسبريس #شوف_Tv #تيفي #الريف #خطبة_الجمعة #الحسيمة #حراك_الريف #الحكومة #الماسونية #فقيه_الجامع #مؤدن #المسجد #وزارة_الداخلية #وزارة_الأوقاف_والشؤون_الإسلامية #البرلمان #بنكيران #الحكومة_المغربية #الصراحة_كوميك #badil_info #tvmaroc #shouftv #hespress #akhbar #alyoum24 #ramadan

0 تعليق على موضوع "دراسة تؤكد انخفاض الخصوبة في أوساط المغاربة بشكل كبير"


الإبتساماتإخفاء