سعيد فاتح
يلبي أبناء دوار امي نواسيف، التابع لإقليم زاكورة، نداء عيد الأضحى، كباقي الأعياد والمناسبات الدينية، قادمين إلى داويهم وأبنائهم بعد شهور من العمل في أشغال البناء أو البستنة في المدن المغربية أو الأجنبية شأن جل المغتربين الباحثين عن مستوى عيش أفضل خارج مداشرهم.
مناسبة دينية تفرض على الجميع العودة لقضاء اسبوع العيد بين أفراد العائلة، وإحياء صلة الدم والقرابة فيما بينهم. طيلة أيام العيد الكبير كما يسمى هنا بالجنوب الشرقي، يلتقي اصدقاء الطفولة الذين فرقت بينهم رحى الأيام، كما تتبادل العائلات الزيارات والسؤال عن أحوال ذوي الأرحام والمشاركة الوجدانية في السراء والضراء وإدخال السرور على جميع أبناء الدوار الذي يبعد عن مدينة زاكورة بخمسين كيلومترا.
“صلة الرحم لم تعد بنية المحبة، هذه الفضيلة رغم بساطتها إلا أن البعض أهملها مع الأسف، وأصبح بعض الأشخاص لا يسألون عن أصدقائهم القدماء ولا عن عائلتهم، كما أن البعض حولها إلى وسيلة للتكلف والتفاخر، وربما لكشف العورات والتباهي وكثرة القيل والقال أو تجديد الخصومات القديمة في جلسات الغيبة والنميمة” يقول محمد اقباب، أحد شبان المنطقة، ثم يضيف ” في نهاية التسعينات كانت الأعياد مناسبة عظيمة لتفقد أحوال الجميع بمشاعر صادقة. أما الآن فقد تحجرت قلوب الناس بعدما أن تسللت الماديات إلى قلوبهم “.
باعتباره مناسبة دينية، واجتماع شمل الكثير من العائلات والأصدقاء فالبعض يجده مناسبة للزواج طالما الجميع حاضر. كما يتم أيضا تنظيم مبارايات لكرة القدم بين أبناء الدوار و اللعب ضد فرق الدواويير القريبة لخلق جو من التآخي و المحبة بين الجميع.
تتغير الأزمنة، كما تتغير طباع الناس وتتطور طرق عيشهم . ولكل جيل عاداته التي ترحل برحيل أهلها، ذالك ما يشهده دورا امي نواسيف الذي اختفت فيه الكثير من العادات والتقاليد التي واضب الأجداد والقلة من الآباء والأمهات على الاحتفال بها ايام العيد ” تفرداديس “؛ إذ تقوم كل عائلة بغسل المعي الغليظ للخروف جيدا بعدها يملئ بقطع اللحم والكثير من التوابل للحفاظ عليها من الدود أو التلف وتعلق في سقف المنزل إلى يوم عاشوراء، إلى جانب ” تفرداديس ” هناك طقس آخر أكثر أهمية من الاول يسمى ب “إِسْڭارْ” حيث يجمع فتيان وفتيات الدوار قبل صلاة المغرب من اليوم الثاني للعيد بقايا دم الذبيحة في قدح، ويخرجون في أجواء احتفالية لرميه بعيدا مرددين اهازيج يتمنون التخلص من كل شر بعد رميها في الخلاء.
وفي ذات السياق يقول يدير بنعلي، عن “إِسْڭارْ” ” لا عجب أن تختفي الكثير من العادات وأجواء السعادة في جل الدواوير، لو علم جل الشباب بجمالية تلك الأجواء والخرجات الجماعية لما تخلى عنها أساسا” يضيف نفس المتحدث قائلا ” عندما أعود من المدينة التي اشتغل فيها قبيل العيد بأيام كان الصغار يتسابقون لعناقي طمعا بما تجود به جيوبي من الحلويات والدراهم، كما تزور جميع النساء منزلنا لتهنئة والدتي على عودتي، أما الآن فكل شيء تغير. فلا عجب أن تشح السماء وان تنضب الآباء طالما شحت قلوب الناس من الصدق والحب “.
The post العيد في “إمي نواسيف” … عادات اختفت وأناس تغيرت appeared first on بديل.
http://ift.tt/eA8V8J العيد في “إمي نواسيف” … عادات اختفت وأناس تغيرتvia Badil.info support التسميات : #المغرب #كوميديا #يوتيوب #ناصر_الزفزافي #العياشة #المهداوي #هسبريس #شوف_Tv #تيفي #الريف #خطبة_الجمعة #الحسيمة #حراك_الريف #الحكومة #الماسونية #فقيه_الجامع #مؤدن #المسجد #وزارة_الداخلية #وزارة_الأوقاف_والشؤون_الإسلامية #البرلمان #بنكيران #الحكومة_المغربية #الصراحة_كوميك #badil_info #tvmaroc #shouftv #hespress #akhbar #alyoum24 #ramadan
0 تعليق على موضوع "العيد في “إمي نواسيف” … عادات اختفت وأناس تغيرت"
الإبتساماتإخفاء