بعد لجوء الحكومة المغربية منذ السنة الماضية (موسم 2016-2017) إلى التوظيف بالتعاقد لسد الخصاص الحاصل في الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية، كشف “المجلس الأعلى للحسابات” عن معطيات مثيرة ومفارقات غريبة في قطاع التعليم بالمغرب وذلك من خلال التقرير الذي أعده واستعرضه أمام مجلس النواب.
ومن أهم ما سجله مجلس جطو، في هذا الصدد، أن الوزارة الوصية لم تتمكن من توفير الموارد البشرية اللازمة لتغطية حاجيات المنظومة التربوية، مما حدا بها، بضعة35 أسابيع بعد انطلاق الموسم الدراسي، إلى اللجوء الى التوظيف بالتعاقد مع عدد كبير من الأطر أسندت إليهم مهام التدريس، مما أثر سلبا على ظروف تمدرس التلاميذ خلال هذه السنة.
ومن المفارقات غير الطبيعية التي كشف عنها التقرير، وجود خصاص في هيئة التدريس فمن جهة، وفي نفس الوقت هناك فائض بمختلف الأسلاك التعليمية بالإضافة إلى عدم إنجاز العديد من المدرسين للحصة النظامية الكاملة. كما أن هناك أقسام مكتظة، وحجرات دراسية غير مستغلة رغم وضعيتها الجيدة. وعلى صعيد أخر، هناك منظومة للدعم التربوي متعددة الآليات تروم تشجيع التمدرس لكنها محدودة الفعالية.
واعتبر التقرير أن “تواجد الفائض والخصاص في هيئة التدريس إشكالية بنيوية ومألوفة تتميز بها المنظومة التربوية. فحسب معطيات الخريطة المدرسية المعدلة المتعلقة بالموسم الدراسي 2017/2016 والتي تم إعدادها في شهر يوليوز ،2016بلغ الخصاص على المستوى الوطني وبمختلف الأسلاك التعليمية ما مجموعه 16.700مدرسا؛ وذلك مقارنة مع حاجيات المنظومة التربوية من المدرسين برسم هذا الموسم”، وفي المقابل، تشير الخريطة المدرسية المعدلة إلى وجود فائض في هيئة التدريس يصل إلى 14.055مدرسا على المستوى الوطني، % 47منهم يتواجدون بالسلك التأهيلي (6.555).
ومن الانعكاسات السلبية لهذا الخصاص، يقول تقرير مجلس جطو، ” اتساع ظاهرة الاكتظاظ، إذ بلغ عدد التلاميذ الذين يتابعون دراستهم، برسم الموسم الدراسي 2017/2016 في أقسام مكتظة ما مجموعه 2.239.000 تلميذا من أصل 5.946.000 تلميذا مسجلا، أي ما يعادل % 38 من مجموع التلاميذ المسجلين. وذلك على اعتبار أن الوزارة تعتمد كمؤشر للاكتظاظ معدل 40 تلميذا في القسم الواحد”.
وعلى مستوى الأقسام المكتظة، “كشف المصدر ذاته إلى ان عددها بلغ 49.696 قسما بمختلف الأسلاك التعليمية. حيث تشمل % 49من مجموع أقسام السلك الإعدادي”. وموازاة مع الأقسام المكتظة، “هناك مجموعة من الأقسام المخففة التي لا يتجاوز عدد التلاميذ بها 24 تلميذا في القسم. وقد بلغ عددها ما مجموعه 81.581قسما يتمركز جلها في الوسط القروي، وأساسا على مستوى السلك الابتدائي”.
أكثر من ذلك اورد نفس التقرير أن فحص وضعية المؤسسات التعليمية، حسب المعطيات الإحصائية، أسفر عن عدم استغلال 16.262حجرة في وضعية جيدة لأغراض التدريس، أي ما يناهز % 10من مجموع الطاقة الاستيعابية من الحجرات الدراسية على المستوى الوطني، يفترض من خلالها إتاحة إمكانية التمدرس لفائدة أزيد من 650.000تلميذ بالسلك الابتدائي، بمعدل قسم من 40تلميذا في كل حجرة. وفي المقابل يتم استغلال 9.365 قاعة للتدريس رغم حالتها المتردية”.
وتترتب عن هذه الاختلالات انعكاسات سلبية على السير العادي للتمدرس أهمها “حذف نظام الأفواج بالنسبة للأعمال التطبيقية في المواد العلمية، وتخفيض عدد الساعات النظامية المخصصة لتدريس بعض المواد والذي وصل في بعض الحالات إلى النصف، أو في أقصاها إلى تعليق تدريس بعض
المواد، إضافة إلى تدريس بعض المواد من طرف مدرسين متعاقدين أو غير متخصصين أو مدرسين متدربين بدون تكوين مسبق”.
The post مفارقات غريبة وعجيبة في قطاع التعليم بالمغرب appeared first on بديل.
http://ift.tt/eA8V8J مفارقات غريبة وعجيبة في قطاع التعليم بالمغربvia Badil.info شريف بلمصطفى التسميات : #المغرب #كوميديا #يوتيوب #ناصر_الزفزافي #العياشة #المهداوي #هسبريس #شوف_Tv #تيفي #الريف #خطبة_الجمعة #الحسيمة #حراك_الريف #الحكومة #الماسونية #فقيه_الجامع #مؤدن #المسجد #وزارة_الداخلية #وزارة_الأوقاف_والشؤون_الإسلامية #البرلمان #بنكيران #الحكومة_المغربية #الصراحة_كوميك #badil_info #tvmaroc #shouftv #hespress #akhbar #alyoum24 #ramadan
0 تعليق على موضوع "مفارقات غريبة وعجيبة في قطاع التعليم بالمغرب"
الإبتساماتإخفاء