شقيق صلاح الدين الخاي يُقدم شهادة تاريخية في حق الصحفي المهدوي

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
شقيق صلاح الدين الخاي يُقدم شهادة تاريخية في حق الصحفي المهدوي

في هذا المقال يقدم شكيب الخاي، شقيق الشاب المعتقل صلاح الدين الخاي، المحكوم عليه بالمؤبد على خلفية جريمة قتل رجل أعمال بآسفي، وهي القضية التي توجد تفاصيلها بين يدي الملك محمد السادس، (يقدم) شهادة تاريخية في حق الزمي الصحافي ومعتقل الرأي حميد المهدوي.

وفي ما يلي نص المقال:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

معكم شكيب الخاي؛ أخ المعتقل صلاح الدين الخاي، ضحية حكم قضائي ظالم بالسجن المؤبد، بعد أن تم تحويله من شاهد إلى متهم بجريمة قتل متورطة فيها أسماء لها علاقة بجهاز الأمن والسلطة والمال.

فكما يعرف الجميع، أنه بفضل قلة قليلة من الإعلاميين النزهاء وعلى رأسهم مدير موقع بديل أنفو حميد المهدوي، خرجت قضية صلاح الدين الخاي من العتمة والظلمة لكي يعرف أسرارها وخباياها الجميع؛ محليا، وطنيا بل وحتى خارج الحدود.

ولهذا، فتقديم شهادة في حق حميد المهدوي، لا يستقيم دون التركيز على أمرين اثنين:

1- الأمر الأول يرتبط بجانبه المهني.
2- والأمر الثاني له علاقة بالشق الإنساني.

فإذا كانت مدة معرفة عائلة الخاي صلاح الدين بالأخ المهدوي لم تتجاوز السنة بقليل، فإنها مدة كانت بالنسبة لنا كافية لمعرفة طينة الرجل، وسمو أخلاقه، ورفعة مبادئه.

أذكر أنه في بداية القضية، منتصف سنة 2015 ،سبق لنا أن أرسلنا عبر البريد الإلكتروني رسالة صلاح الدين الأولى إلى أزيد من 1000 عنوان إلكتروني يخص مواقع إلكترونية، وجرائد ورقية ورقمية، ومحطات إذاعية وقنوات تلفزية… اعتمادا على قائمة العناوين الموجودة لدى وزارة الاتصال.

الغريب في الأمر، أنه لميتجاوب مع الرسالة إلا موقع إلكتروني وحيد محلي، وآخر خارج أسفي، ومقالات محتشمة في بعض الجرائد الورقية.

وبالصدفة، شاهدت أحد فيديوهات المهدوي التي يتحدث فيها عن قضية يشير فيها بأصبع الاتهام إلى أسماء وازنة على مستوى المسؤوليات التي يضطلعون بها في هرم السلطة، وبجرأة غير مسبوقة !!

بحثت عن هاتف المهدوي، اتصلت به، وسألته عن سبب لامبالاته برسالة صلاح الدين، وعما إذا كان الموضوع يحرجه بالنظر إلى الأسماء المتورطة في القضية (والي أمن سابق؛ رئيس سابق في المخابرات المدنية؛ رئيس مجلس بلدي سابق.. وآخرون)

أجابني أنه لم يفتح علبة بريده الإلكتروني منذ مدة، وأن هناك مئات الرسائل التي يتوصل بها ولا يتسنى له الاطلاع عليها. وبالتالي طلب مني إعادة إرسال الرسالة عبر الواتساب. وبعد يوم واحد، اتصل بي وهو في حالة اندهاش من مضمون الرسالة، وأخبرني أن المعطيات الخطيرة التي تتضمنها الرسالة، ينبغي عليه التأكد من صحة مضمونها أولا قبل أن يقوم بأية تغطية إعلامية في الموضوع، وبالتالي طلب مني الحضور إلى الرباط ومعي مختلف الوثائق والأدلة الداعمة لطرح رواية صلاح الدين.

بالفعل، تنقلنا إلى الرباط، وأحالنا المهدوي على صحفي آخر بهيئة تحرير موقع بديل أنفو هو الأخ شريف بلمصطفى الذي دام لقاؤنا معه لأزيد من 5 ساعات متواصلة، قمنا فيها بتشريح القضية أمامه. على الفور اتصل شريف بالمهدوي وقال له حرفيا: (خويا حميد، هذا راه ملف تاع المافيا.. خاصك تشوف هاد الناس شخصيا).

تركنا له نسخا من كل الوثائق، ورجعنا إلى أسفي.

بعد يومين، اتصل المهدوي، وطلب منا الرجوع إلى الرباط -إن أمكن- لأن حديثه في الموضوع مع شريف بلمصطفى لم يشف غليله، وأن لديه العديد من التساؤلات والملاحظات يطلب توضيحات بخصوصها.

وهو ما حصل، رجعنا مرة أخرى إلى الرباط، وجلسنا مع المهدوي لأزيد من 4 ساعات أخرى.. وجدنا الرجل شعلة من الذكاء، روعة في حسن الإنصات بإمعان.. وأنت تسرد عليه الأحداث.. يفاجئك بوابل من الأسئلة الوجيهة، المتعاقبة، المستفزة والمحرجة.. لا يترك لك مجالا للتفكير، يصر على أن يكون سردك تلقائيا.. يطرح السؤال.. وينتقل بك من موضوع لآخر.. ثم يعيد طرح أسئلة سابقة بصيغ مختلفة.. أجبرنا من حيث لا ندري بتبادل الأدوار.. أصبحنا معه نحن التلاميذ، وهو الأستاذ..

شيئ بديهي.. فالرجل كلما تعمق في معرفة القضية، إلا وازداد إلحاحه وتعطشه لمعرفة كل الخبايا والجزئيات الدقيقة.. طرح أسئلة لم تطرحها لا الشرطة القضائية، ولا قاضي التحقيق عمر الجواهري، ولا رئيس غرفة الجنايات الابتدائية عبد الرحيم زكار.. هؤلاء الأشخاص الذين لم يكن همهم البحث في موضوع الجريمة، بقدر ما كانوا يصرون على تلبيسها لصلاح الدين الخاي بأي شكل وبأي ثمن.

المهدوي كان يصر على معرفة كل شيء.. أتذكر كيف أنه انفعل بشدة حينما أخبرته -بعد مرور حوالي ثلاث ساعات من الحديث معه- بأنه سبق لنا تسليم جلالة الملك ملف القضية حينما كان في الديار الهولندية..

وقف وقد احمر وجهه وتغيرت قسماته وقال بلهجة غاضبة: (لماذا لم تخبرني بهذا الأمر منذ البدء، ومنذ لقائك بشريف مصطفى.. كيف يعقل أن يكون الملف بيد الملك، وهذه العصابة المجرمة تتلاعب بالقضية بهذه الطريقة الخطيرة؛ إخفاء وثيقة الخبرة على البصمات، التعذيب، رفض كافة الملتمسات..؟؟؟؟).

إلى هنا، بدأت تتولد القناعة لدى المهدوي ببراءة صلاح الدين الخاي -وإن لم يعلن عنها صراحة- لكنها لم تكن حينها القناعة المطلقة التي كان يبحث عنها.. فحس “التحقيق والتحقق من المعلومة” لدى الصحفي المهدوي، كان يبحث عن إجابات لأسئلة لم ينته بعد من صياغتها.. ببساطة، كان بحاجة إلى مهلة زمنية لإعادة ترتيب أفكاره، وصياغة أسئلته.. فأحداث القضية متشعبة، يتداخل فيها الأمني والسياسي والمال والإجرام وتضارب المصالح..

قبل أن ينشر المهدوي شريطه المصور الأول بخصوص قضية صلاح الدين، والذي حقق نسبة مشاهدة غير مسبوقة؛ حيث تجاوز عدد زوار الموقع الذين شاهدوا الحلقة أكثر من مليون شخص خلال 48 ساعة فقط.

قلت، قبل أن ينشر المهدوي شريطه الأول هذا، حضر وهيأ له بشكل مهني واحترافي؛ حيث كان يعقد رفقة كل من المرحوم الأستاذ النقيب سي عبد السلام البقيوي، والأستاذ الحبيب حاجي، والأستاذ رضوان حداش، والأستاذ محمد الهيني، والذين كانوا على تواصل مستمر مع باقي الأساتذة المحامين سي عبد المولى خرشش وسي عبد اللطيف حجيب وباقي الأساتذة الآخرين..

قلت، كان المهدوي يعقد جلسات محاكمة صورية مع هذه الثلة الخيرة من رجال القانون، بحيث كانوا يوزعون الأدوار بينهم؛ النيابة العامة، القاضي، ثم الدفاع. وهذا النقاش القانوني الذي كان يحضره المهدوي ويشارك فيه، جعله يتبين الأخطاء والثغرات والظلم الكبير الذي عاناه صلاح الدين عبر كل مراحل المحاكمة؛ بدءا لدى الضابطة القضائية، مرورا لدى قاضي التحقيق، ووصولا عند إصدار الحكم المهزلة بالسجن المؤبد. وبالتالي تولد لدى المهدوي -كما هو الحال عند كافة أعضاء هيئة الدفاع- قناعة تامة وإيمان مطلق بمظلومية صلاح الدين، وبالتالي اعتبرها قضيته الأولى حتى وإن كلفه الأمر حياته، وليس السجن فقط –كما كان يقول دائما بإصرار قل نظيره-.

هذه إشارة خاطفة للتأكيد على أن الرجل؛ صحفي مقتدر بامتياز، يحب ويحترم أخلاقيات مهنته بكل تجرد وموضوعية.

الجانب الثاني المرتبط بشهادتي في حق المهدوي يتعلق بحسه الإنساني منقطع النظير؛ فالرجل يصعب إقناعه بأمر ما، وإذا اقتنع التزم، وإذا التزم التزم برغبة ومحبة وصدق..

المهدوي يفرح لفرح كل من كان سببا في تفريج كربته كقضية “الدريسية” وآخرون، ويحزن لحزن مظلوم اكتوى بظلم طاغية متجبر، أو بحكم قاض متسلط..
المهدوي وهو يفضح الفاسدين، ويجابه المجرمين، يتخطى الخطوط الحمراء، ولا يؤمن بحدود ولا قيود..

المهدوي ليس داعية دين، ولا مناضل سياسة ولا نقابة، ولكنه بجرأته في تفعيل مضامين الخطابات الملكية الداعية إلى محاربة الفساد بكل تجلياته.. فعل ما لم يفعله لا من يتاجر باسم الدين، ولا من يختبئ وراء يافطة “حزبوية أو نقابوية” من الحزبويين والنقابوين “الجدد” !!

المهدوي يعتز أيما اعتزاز بكبريائه وكرامته حتى وهو في عز إفلاس جيبه، لا يعتبر الفقر والحاجة مصيبة، قد يعتصر الألم قلبه، لكنه دائم الابتسامة والثقة في غـد أفضل وبمغرب أجمل يسع جميع مواطنيه.

المهدوي كرر غير ما مـرة أنـه ملكي، وأن مستقبل المغرب سيكون أفضل في ظل الملكية.

المهدوي يناضل بوقته وجهده، بل وحتى ماله وصحته في كثير من الأحيان وعلى حساب أهله وعائلته وأبنائه من أجل نصرة قضايا المستضعفين. كان دوما يرفض رفضا مطلقا أن يتسلم أي درهم نظير اشتغاله على قضية صلاح الدين، لأنه يعتبرها ليست فقط قضية عائلة الخاي؛ وإنما هي قضيته الأولى وكذا قضية كل التواقين للكرامة والعدالة والإنصاف.

المهدوي مؤمن بالفطرة، قد لا تجده في الصفوف الأولى في مسجد أو عمـرة، ولكنك تجده أول المبادرين لنصرة المظلومين والمضطهدين حتى وإن كلفه الأمر حياته.

أملنا دائما قائم في أن يتم تغليب صوت الحكمة في وطن نحب صادقين أن يتسع لكل أبنائه خاصة منهم من يعشقه بحب وجنون. ومن بينهم المهدوي الذي أكد غير ما مرة أنه يؤمن بثوابت هذا الوطن، وبالتالي نناشد دوائر القرار العمل على إطلاق سراحه عاجلا، كي يعود إلى دفء عائلته وأبنائه.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

The post شقيق صلاح الدين الخاي يُقدم شهادة تاريخية في حق الصحفي المهدوي appeared first on بديل.

http://ift.tt/eA8V8J شقيق صلاح الدين الخاي يُقدم شهادة تاريخية في حق الصحفي المهدوي
via Badil.info support التسميات : #المغرب #كوميديا #يوتيوب #ناصر_الزفزافي #العياشة #المهداوي #هسبريس #شوف_Tv #تيفي #الريف #خطبة_الجمعة #الحسيمة #حراك_الريف #الحكومة #الماسونية #فقيه_الجامع #مؤدن #المسجد #وزارة_الداخلية #وزارة_الأوقاف_والشؤون_الإسلامية #البرلمان #بنكيران #الحكومة_المغربية #الصراحة_كوميك #badil_info #tvmaroc #shouftv #hespress #akhbar #alyoum24 #ramadan

0 تعليق على موضوع "شقيق صلاح الدين الخاي يُقدم شهادة تاريخية في حق الصحفي المهدوي"


الإبتساماتإخفاء