صبري الحو
تشتكي سلطة الدولة بالمغرب من فقدانها لهيبتها، وتبحث جاهدة عن أنجع السبل لاسترجاعها، وتجد ضالتها في جهازها الأمني والتضييق من حرية الصحافة. حيث يسود إعتقاد لدى سلطة الدولة في المغرب أن ارتفاع وعي المواطنون بحقوقهم وحرياتهم، الذي ساهمت فيه بشكل ملفت ثورات الربيع العربي، وبركان المعلومات الثائر بفعل الأنترنيت ومواقع التواصل الإجتماعي.
و تطلق سلطة الدولة في المغرب -والمعبر عنها “بالمخزن” كتعبير يجمع بين سلطة الدولة وجهاز الدولة، ويختلط فيه ويتحد بشكل لا تقدر على التمييز بينهما، سوى في عمليات إصدار الأمر و في العمليات المادية لتنفيذ الأمر والتعليمات- على ارتفاع وثيرة دفاع المواطنين عن حقوقهم، وتنامي ضغط الإحتجاجات ضد السياسات العمومية ومحاربة الفساد، بعبارة فقدان “هيبة الدولة”.
وهو تعبير مرادف لتغيير مس نظرة المواطنين النمطية القديمة إلى الدولة، بحيث كان يسيطر عليهم احساس من الخوف، والإستسلام والخضوع إلى مؤسسات الدولة ومختلف أجهزتها، والإذعان لعملها وتصرفاتها، وعصمة القيمين عليها، وسلامة وشرعية القرارات التي تتخذها، إلى امتلاكهم جرأة مطالبتهم لنفس الكيان بكفالة حقوقهم وحرياتهم.
وتجبر المواطنين على الإنصياع إلى تنفيذ أوامرها وتعليماتها وقراراتها وأعمالها المادية، واعتبارها قدر حتمي لا مفر منه، دون سماح بفرصة إبداء تعبير حول جدواها، وشرعيتها ومطابقتها للقانون، ولا تظلم على مضمونها، واحتجاج على شكلها وكيفية اتخاذها.
وترغب سلطة الدولة في حصانة نفسها وذاتها، وتنزه الأجهزة التي تستند عليها، سواء القمعية أو الإيديولوجية من النقد والمساءلة ولا المحاسبة ، وتكرس رضاء وقبول المواطنين بها ببث الخوف، وزرع الرعب في نفوسهم، وإعادة إحياء مخيال” المخزن والنار”، لا يحتملان اللعب ولا الإقتراب منهما، ولا مناقشة قرارات مسؤوليه.
ومن أجل تحقيق هذه الغاية تستعمل سلطة الدولة كل وسائلها التحكمية ؛ فهي لا تتردد في إستعمال العنف والقوة لفرض قراراتها، وقمع كل رافض أو محتح على أعمالها وسياساتها العمومية، كما أنها لا تترد في استعمال سلطة القضاء باسم مخالفة القانون لردع لإدانة كل متمرد، أو عاص، أو منتقد لسياساتها عبر الحبس والمتابعات والإذانات وتوقيع العقاب، ودون تفعيل حتى لضمانة فرضية البراءة ، على غرار ما يخضع له الصحفي حميد المهدوي ،مثلما لا تتورع في إستغلال إلإعلام لتبرير أعمالها والإنتقام من المخالفين معها.
صبري الحو : محامي، خبير في القانون الدولي، الهجرة ونزاع الصحراء
The post صبري الحو يكتب.. غاية اعتقال المهدوي هي الرهبة من أجل استرجاع الهيبة والهيمنة appeared first on بديل.
http://ift.tt/eA8V8J صبري الحو يكتب.. غاية اعتقال المهدوي هي الرهبة من أجل استرجاع الهيبة والهيمنةvia Badil.info شريف بلمصطفى التسميات : #المغرب #كوميديا #يوتيوب #ناصر_الزفزافي #العياشة #المهداوي #هسبريس #شوف_Tv #تيفي #الريف #خطبة_الجمعة #الحسيمة #حراك_الريف #الحكومة #الماسونية #فقيه_الجامع #مؤدن #المسجد #وزارة_الداخلية #وزارة_الأوقاف_والشؤون_الإسلامية #البرلمان #بنكيران #الحكومة_المغربية #الصراحة_كوميك #badil_info #tvmaroc #shouftv #hespress #akhbar #alyoum24 #ramadan
0 تعليق على موضوع "صبري الحو يكتب.. غاية اعتقال المهدوي هي الرهبة من أجل استرجاع الهيبة والهيمنة"
الإبتساماتإخفاء