خالد الجامعي
بسم الله الرحمان الرحيم
أخواتي و إخواني ،
يُشكّل وجودنا هنا في هذه الوقفة، مساندة ودعما للزميل حميد المهدوي، ورفاقه الصحافيين الآخرين المعتقلين ظلما وعدوانا.
إن وقوفنا هنا يجسد مؤازرة، من جانبنا، للجسم الصحافي، الذي يتعرض اليوم إلى هجمة شرسة، لم يسبق أن تعرض لمثلها منذ استقلال البلاد.
إن هذه الهجمة الشنيعة هي في عمقها، هجمة على حرية التعبير، وحرية الرأي، وحق المواطن في الوصول إلى المعلومة، وهي عدوان سافر على الرأي الآخر، وعلى الحق في الاختلاف.
إن الهدف من هذا الهجوم البشع على الصحافة الحرة ،هو حرمان المواطن من الاطلاع على المسكوت عنه، و المستور في دهاليز المخزن وزبانيته، ولوبياته، ومفسديه، وسفلته…
إن ما نعيشه اليوم من قمع للصحافة يتجاوز حدود الهجمة، إنه أكثر منها بكثير فنحن أمام ” حرْكة” مخزنية، بكل المكونات القمعية التي ظلت تتميز بها
الحرْكات المخزنية ،عبر التاريخ القمعي للدولة المخزنية.
ان هذه « الحرْكة »لا تبرء بتاتا الحكومة التي تبنت هذه الهجمة القمعية من خلال سكوت و صمت رئيسها و موقف وزير العدل الذي جرم السيد المهداوي ضاربا عرض الحائط بقرينة البراءة.
اما وجوم الديوان الملكي فهو من باب ” لم امر بها و لم تسؤني”…
أخواتي و إخواني،
علينا الإقرار بهذا والاعتراف به صراحة، إن المملكة لم تعرف، منذ الاستقلال، إلا حكم الحزب الواحد الذي جسده ويجسده المخزن والذي ظل يفرض على المغاربة رأيه الواحد، وجعل كلمته، بالقوة والعنف المحض، الكلمة العليا التي لا تعلو فوقها كلمة أخرى.
إنه يتصرف على أساس أنه الواحد القدوس المالك للحقيقة.
وليستمر ممعنا في سلوكه الغريب هذا ،والمخالف لمعطيات العصر وتطوراته، فإنه جعل القضاء تحت إمرته، وتحت وطأته، وحوله لأداة
طيعة يحقق بها غرضه المتمثل في لجم واغتصاب كل رأي مخالف أو معارض له.
إن المخزن يريد، عمليا، أن يجعل من الصحافيين والصحافيات مجرد “حطابي أخبار” و أبواق دعائية تردد مقولاته وتزينها وتزخرفها مهما كانت بشعة وفارغة من كل مضمون.
كما أنه جعل من قانون الصحافة مجرد سراب خادع، يتابع به من شاء من الصحافيين ويزج بواسطته في السجن، كل من يبدو له، أنه يريد التغريد خارج السرب، فبسبب هذا القانون صار الصحافيون والصحافيات في المغرب، يعيشون في حرية مؤقتة، وبالإمكان وضعهم في السجن ، في أي وقت يشاء.
لقد نسخ المخزن قانون الصحافة بالقانون الجنائي كما قال الأستاذ الهيني.
أخواتي و إخواني ،
بدعمنا و مساندتنا للمهداوي ورفاقه الصحافيين المحتجزين، فإننا ندافع عن حقنا وحق كل المواطنين والمواطنات ،في الإدلاء والتعبير بكل حرية عن آرائهم وأفكارهم.
إننا نطالب بأن تكون محاكمات حميد والصحافيين الآخرين المعتقلين، محاكمات نزيهة تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة، التي تضمن حقوق المتهم وحقوق الدفاع.
إن القضاء اليوم هو الذي يوجد على المحك، وهو الذي يحاكم، وليس المهداوي ورفاقه في مهنة المتاعب.
فليثبت لنا القضاء أنه عادل ونزيه و مستقل.
إن المخزن يريد، من خلال هذه الحرْكة، إرهاب الجسم الصحفي. و لن يرهبه.
إنه ينسى أو يتناسى أن الصحفي مواطن له الحق في التعبير عن رأيه، وأن لا وجود لصحافة محايدة، لأن اللغة والصورة لهما دائما حمولة إيديولوجية.
كما أنه لا توجد صحافة موضوعية.
إن الصحافة هي دائما ملتزمة إيجابا أو سلبا، أي أنها تتموقع حتما سياسيا .
إن المهداوي ورفاقه في مهنة المتاعب يمارسون صحافة مناضلة ملتزمة .
وفي الأخير نقول للملك، إنهم يصدرون الأحكام باسمك، و باسمك يحاكمون أبرياء كالمهداوي والأبلق ونشطاء حراك الريف، و آخرون، و يقضون في حقهم بأحكام جائرة ….
The post الجامعي يكتب: أيها الملك.. باسمك يقمعون الإعلام الحر appeared first on بديل.
http://ift.tt/eA8V8J الجامعي يكتب: أيها الملك.. باسمك يقمعون الإعلام الحرvia Badil.info support التسميات : #المغرب #كوميديا #يوتيوب #ناصر_الزفزافي #العياشة #المهداوي #هسبريس #شوف_Tv #تيفي #الريف #خطبة_الجمعة #الحسيمة #حراك_الريف #الحكومة #الماسونية #فقيه_الجامع #مؤدن #المسجد #وزارة_الداخلية #وزارة_الأوقاف_والشؤون_الإسلامية #البرلمان #بنكيران #الحكومة_المغربية #الصراحة_كوميك #badil_info #tvmaroc #shouftv #hespress #akhbar #alyoum24 #ramadan
0 تعليق على موضوع "الجامعي يكتب: أيها الملك.. باسمك يقمعون الإعلام الحر"
الإبتساماتإخفاء