سعيد فاتح
إقليما تنغير وزاكورة يدخلان موسوعة جينيس للأرقام القياسية في عدد الوفيات لهذه السنة، بالكاد تُشفى جراح عزاء حتى يبدأ آخر والنتائج مرشحة للارتفاع وسط هذا الصمت الرهيب الذي تواجه به ساكنة الجنوب الشرقي كل المصائب التي توالت بجلاجل.
استقبلنا، صبيحة يوم الأحد الماضي، وفاة طفل يبلغ من العمر تسع سنوات في بركة مائية بتغيا نلمشان ضواحي عمالة تنغير. طفل صغير في عمر الزهور تنتهي حياته بشكل كارثي تاركا أبويه يعتصرهم الألم لفقدان فلذة كبدهم. بالكاد تجرعنا مرارة الخبر الأليم، حتى وصلتنا فاجعة غرق الطالب رشيد المستور في إحدى شواطئ ليبيا، مات غارقا وهو يحاول الهروب من حجيم الفقر نحو الديار الأوروبية صبيحة يوم الاثنين.
قبله. وفي نفس الأسبوع ودعنا طفل صغير بلدغة عقرب بالنيف التابع لتنغير، عندما وجدت عائلته المستوصف الوحيد مغلق الأبواب.
امرأة حامل بذات الإقليم تعرضت لنزيف حاد بعد انجابها توأمان بمستوصف في تنغير؛ وبسبب انعدام التجهيزات اللازمة في ذات المستشفى للتدخلات الاستعجالية، تم نقلها على وجه السرعة الى مدينة الراشيدية لكن بعد المسافة وحالتها الصحية الحرجة عجَّلا بوفاتها. صخرة تسقط على اخوين صغيرين دائما بنفس المنطقة، الأول ودعنا ليلتها والثاني توفي بمراكش بعدما تعذر على مستشفى ورزازات إنقاذه.
جرح رحيل الطفلة “ايديا” لم يلملم بعد، ايديا التي سقطت على صخرة وفور نقلها إلى المستشفى طمأن الطبيب عائلتها باستقرار حالتها الصحية. ساعات بعد الحادثة ترحل عنا إلى دار الحق.
لازالت يد مصطفى المبتورة شاهدة على واقعة “فزو” المشؤومة، عندما تعرض مجموعة من التلاميذ لحادث سير بسبب غياب النقل المدرسي. ولم يجدوا من يقلهم إلى بيوتهم غير شاحنة لنقل المعادن.
بزاكورة حيث لازال أغلب السكان يشترون مياه الشرب بالليترات من الباعة المتجولين الذين يأتون بها من دواوير بعيدة على الدراجات النارية ثلاثية العجلات، لا تتوفر حتى على مستشفى كامل المعدات والتجهيزات الطبية. تجد مستوصف بناه الاستعمار لايزال يقاوم الزمن وتحصد فيه أرواح الساكنة. تارة تجده بلا طبيب، وتارة أخرى بلا أدوية.
ثلة من الجماعات القروية يقود رئيسها سيارة فارهة، لكنها لا تتوفر حتى على سيارة إسعاف لنقل المرضى الذين يلقى حتفهم كل يوم.
مشاكل بالجملة لازالت عمالة زاكورة تتخبط فيها، ابتداءا من قطاع الصحة والتعليم. طرق السيار مهترئة وأخرى غير معبدة، وحدها الحمير والبغال من يمر منها حتى ليتسنى لأصحابها الوصول إلى الأسواق.
من يزر تلك المناطق قد يتحسر لحالها وما يعيشه أهلها. التهميش وغياب أبسط حقوق العيش الكريم، شبان في مقتبل العمر يهاجرون بحثا عن عمل في أشغال البناء بالمدن الكبرى.
بتنغير منجم يشتغل فيه العمال يوميا دون انقطاع، منجم للفضة والذهب تستغله الشركات المالكية؛ لما خارجت الساكنة للمطالبة بحقها من ثرواتهم الباطنية رحبت بهم دهاليز السجون. فيما لازال المعتصم فوق جبل “ألبان” مستمر منذ أربعة سنوات. عائلات تخوض أطول إضراب في انتظار تحقيق مطالبها. منطقة “أم جران” و “بونحاس” التابعة إداريا لزاكورة هناك مناجم للذهب والفضة تحت قبضة الشركات المالكية فيما تفتقر المناطق ذاتها لسيارات الإسعاف والنقل المدرسي.
“خاتم زواجي مصنوع من النحاس، وفوق أرضي تستخرج أطنان من الذهب” هكذا لخصت إحدى النساء معاناة الجنوب الشرقي.
The post لقد تكالبت الطبيعة والمخزن عليك يا أسامر appeared first on بديل.
http://ift.tt/eA8V8J لقد تكالبت الطبيعة والمخزن عليك يا أسامرvia Badil.info شريف بلمصطفى التسميات : #المغرب #كوميديا #يوتيوب #ناصر_الزفزافي #العياشة #المهداوي #هسبريس #شوف_Tv #تيفي #الريف #خطبة_الجمعة #الحسيمة #حراك_الريف #الحكومة #الماسونية #فقيه_الجامع #مؤدن #المسجد #وزارة_الداخلية #وزارة_الأوقاف_والشؤون_الإسلامية #البرلمان #بنكيران #الحكومة_المغربية #الصراحة_كوميك #badil_info #tvmaroc #shouftv #hespress #akhbar #alyoum24 #ramadan
0 تعليق على موضوع "لقد تكالبت الطبيعة والمخزن عليك يا أسامر"
الإبتساماتإخفاء